عمان - سارة القضاة - خمسون عاما قضت من حياة المغني الاميركي مايكل جاكسون امتلأت ابداعا تلو الاخر، حياة حافلة اكتنفها كثير من الغموض والاسرار، واصابع اتهام توجه اليه من كل حدب وصوب، دون ان يكون لها اي اثر على ابداعه المتواصل وتميزه في عالم موسيقى البوب.
مايكل جاكسون، او ملك البوب كما يحب العالم ان يلقبه، لم يكن يوما مغنيا عاديا، فحياته الغريبة كانت واحدة من اهم اسباب انتشاره عالميا، اضافة الى الثورة الفنية التي قادها مغنيا وراقصا ومؤلفا وملحنا، بل وممثلا ومخرجا ايضا، اذ انه يعد اهم مغني بوب في العالم بمبيعات تعدت 750 مليونا و13 جائزة غرامي.
بدأ جاكسون حياته الفنية مبكرا في السبعينيات من العقد الماضي، حين كان لا يزال في الخامسة من العمر، فغنى ضمن فرقة فنية مكونة من اشقائه الخمسة، اطلقوا عليها اسم جاكسون 5، واشرف عليها والدهم قاسي الطباع، واحتلت اغاني جاكسون 5 الصدارة في ذلك الوقت.
وفي العام 1978غنى جاكسون الى جانب المغنية العالمية ديانا روس، حيث قدما العرض الموسيقي الضخم والمستوحاة من العرض الموسيقي The Wiz" "The Wonderful Wizard of Oz
الا ان مسيرته الفنية كمغني بوب صولو لم تبدأ فعليا الا في العام 1982 من خلال اغنية Thriller والتي حطمت ارقام مبيعات خيالية في ذلك الوقت.
وترنحت نجاحات جاكسون الفنية عبر الاوقات بسبب الفضائح التي تناولت حياته الخاصة، ففي العام 1994 واجه جاكسون قضية تحرش جنس بطفل، وفي العام 2005 واجه عشر تهم بالتحرش الجنسي بالاطفال الا انه تم اعلان براءته منها.
وعلى الرغم من الفضيحة التي كادت ان تطيح به عن عرشه في العام 1994، الا انه وقف من جديد واطلق في العام 1995 البوما غنائيا ضم فيه افضل اعماله الغنائية، وحقق الالبوم نجاحا باهرا وقاده الى جولة غنائية عالمية.
وقبيل وفاته، كان جاكسون يستعد للانطلاق بجولته الفنية التي كان من المفترض ان تعيد له، حيث كان من المفترض ان يعلن جاكسون في هذه الجولة اخر ظهور فني له من خلال جولة فنية عالمية في مدرج لندن وألبوم غنائي جديد وفيلم سينمائي.
وبوفاة جاكسون، المولود في 29/ 8/ 1958، يكون العالم قد طوى صفحة اسطورة فنية، قدمت بحق الكثير للغناء العالمي، واضاف نكهة مميزة للرقص والغناء، اضافة الى ان صفحة من الالغاز والاسرار التي اكتنفت مسيرته ستنطوي مع وفاته.
وتبقى حياته عرضة للتأويل والبحث والدراسة والاكتشاف، ولربما تكشف اسرار حياته يوما، او انها ستبقى دائما في دائرة الشك تماما كما اساطير فنية اخرى قضت دون ان تكشف اسرارهم. يذكر ان جاكسون هو الابن السابع لعائلة جاكسون، ولد في دينة غاري بانديانا لعائلة من الطبقة المتوسطة، لوالده جوزيف والتر ووالدته كاثرين اسثير، اللذين انجبوا تسعة اطفال بضمنهم مايكل، وهم روبي، جاكي، تيتو، جيرماين، لاتويا، مارلون، راندي وجانيت. عانى كثيراً من سيطرة والده وتحكمه به، وهو ما قيل انه اثر على سلوكه فيما ليتهم بالتعدي على الاطفال، حيث اشركه والده في تدريبات الفرقة، وتعدى عليه بالشتم والسب خلال تلك الفترة في حال تقاعسه ويروي احد اشقاءه ان والده حمل مايكل في مرة من المرات من احدى ساقيه وبدأ يدور به كأنه حبل، كما كان عادة ما يضرب ابناءه الذكور ويدفعهم بقوة نحو الجدران.
وفي العام 1995 تزوج جاكسون ليزا ماري الفيس بريسلي، لينتهي الزواج بعد اقل من 18 شهراً، وفي العام 1997 تزوج جاكسون من صديقته ديبرا رو التي كانت تحمل طفله الاول والذي سمي مايكل جاكسون جونيور.