القاهرة: أعلنت الأجهزة البيطرية التابعة لوزارة الزراعة المصرية حالة "الطوارئ القصوى"، خوفاً من تعرض مزارع الخنازير الموجودة فى محافظات القليوبية والقاهرة والجيزة وأسيوط لمرض أنفلونزا الخنازير وذلك في الوقت الذي أعلنت فيه دولة الاحتلال الإسرائيلي عن دخول أحد مواطنيها إلى المستشفى للاشتباه بإصابته بالفيروس.
وذكرت إذاعة الاحتلال أن إسرائيليا عائدا من المكسيك يبلغ من العمر 26 عاما وضع في الحجر الصحي في مستشفى لانيادو في نتانيا شمال تل ابيب لظهور اعراض الانفلونزا عليه.
وتجري له فحوص لمعرفة ما اذا كان مصابا فعلا بالفيروس الجديد.
كانت السلالة الجديدة للفيروس فى البداية أقرب لفيروس أنفلونزا الخنازير، لكن تحليلاً أدق أظهر أنها خليط "لم يعرف من قبل"، من فيروسات أنفلونزا الخنازير والبشر والطيور - حسب ما أفادت المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية.
وفور الكشف عن السلالة الجديدة، اجتاح الرعب العالم بعد أن منعت الحكومة المكسيكية الناس من المصافحة أو تبادل القبلات عند تحية بعضهم البعض أو تقاسم الطعام أو استخدام الأكواب نفسها أو السكاكين، خشية انتقال عدوى الأنفلونزا، خاصة فى ظل تصاعد التوقعات بتحول الفيروس إلى "وباء بشرى"، بعد أن أكدت جميع الأوساط الطبية العالمية سهولة انتقال أى فيروس من الخنازير إلى البشر.
مما دفع منظمة الصحة العالمية إلى الإعلان عن أنها ستعقد اجتماعاً طارئاً، لتقييم ما إذا كانت حالات تفشى أنفلونزا الخنازير فى الولايات المتحدة والمكسيك تمثل تهديداً صحياً دولياً عاماً.
طوارئ في مصر
من ناحية أخرى، أعلنت الأجهزة البيطرية التابعة لوزارة الزراعة المصرية حالة الطوارئ القصوى، خوفاً من تعرض مزارع الخنازير بمحافظات القليوبية والقاهرة والجيزة وأسيوط لمرض أنفلونزا الخنازير، خاصة بعد ظهور عدد من حالات الإصابة فى الولايات المتحدة الأمريكية.
وقال الدكتور حامد سماحة، رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية: يجرى حالياً أخذ عينات من الخنازير بمحافظة القليوبية للتأكد من سلامتها وعدم تعرضها للإصابة بمرض أنفلونزا الخنازير، وذلك تمهيداً لأخذ عينات أخرى من مزارع الخنازير فى باقى المحافظات. مشيراً إلى أن إجمالى أعداد الخنازير فى مصر يصل لأكثر من 350 ألفا.
وطالب سماحة وزارة التنمية المحلية بسرعة تنفيذ القرار الجمهورى الخاص بنقل مزارع الخنازير من القاهرة الكبرى إلى المناطق الصحراوية، مؤكدا أن هذا الإجراء يعد أحد الإجراءات الوقائية لحماية الصحة العامة.
وقال: تقرر تشديد الرقابة على مختلف المنافذ الحدودية لمنع دخول أى خنازير حية إلى مصر عن طريق التهريب، وذلك بالتنسيق مع الأجهزة المعنية، مشيراً إلى أن مصر لا تستورد الخنازير من الخارج بسبب وجود إنتاج محلى يكفى حاجة الاستهلاك.
من جانبه حذر الدكتور سامى البساطى، رئيس الجمعية المصرية لعلم الحيوان، من خطورة مرض أنفلونزا الخنازير، مشيراً إلى أنه فى حالة إصابة الخنازير بفيروسى أنفلونزا الطيور وأنفلونزا الخنازير، فمن المؤكد - حسب قوله -أن فيروس أنفلونزا الطيور سيتحور وينتقل من إنسان إلى إنسان وعندها يتحول إلى وباء عالمى يشكل كارثة على البشرية.
وقال البساطى: من المتوقع فى حالة تحور الفيروس عن طريق الخنازير أن يؤدى إلى وفاة أكثر من مليار إنسان فى يوم التحور نفسه، وأوضح - فى تصريحات لـ "المصرى اليوم" - أن وجود الفيروسين داخل جسم الخنزير يؤدى مباشرة إلى تحور فيروس أنفلونزا الطيور، لأن الخنزير هو «المصنع الطبيعى» لعملية التحور والتغير الجينى للفيروس.
وأضاف: "إن مصر ستكون فى خطر كبير فى حالة حدوث إصابة فى الخنازير الموجودة بالقرب من المناطق السكانية بالقاهرة الكبرى، مطالباً بسرعة فحص جميع هذه الخنازير والمخالطين لها للتأكد من سلامتهم، وفرض حجر بيطرى وصحى على المنطقة بأكملها حماية للمواطنين والصحة العامة ومنع انتقال الفيروس فى حالة وجود إصابات بين الخنازي".
في نفس السياق، طلب الدكتور أحمد فتحى سرور رئيس مجلس الشعب المصري من الدكتور حمدى السيد رئيس لجنة الصحة بالمجلس ونقيب الأطباء، بسرعة مناقشة موضوع إنفلونزا الخنازيرالذى ضرب مناطق فى الولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك.
وكان نائب حلوان مصطفى بكرى قد أوضح فى جلسة المجلس الاحد بأنه تقدم للحكومة منذ مدة طويلة بطلب إحاطة لمناقشة قرار الحكومة بإقامة أكبر حظيرة للخنازير فى الشرق الأوسط فى منطقة 15 مايو بطاقة ربع مليون خنزير لنقل الخنازير من محافظات القليوبية والقاهرة 6 أكتوبر ولم ترد الحكومة.
وقال بكرى إنه فى ضوء ما تطرحه أجهزة الإعلام من خطورة هذا المرض وتسببه فى موت العشرات فى أفريقيا والمكسيك فلابد من وقف انشاء هذه الحظيرة الأمر الذى يؤدى إلى تعريض سكان 15 مايو وعددهم 150 ألف شخص لخطر الموت، موضحا أن هذا المرض ينتقل للانسان بسرعة كبيرة.
وأضاف أن هذا الأمر يستوجب سؤال الحكومة عن حياة المواطنيين فى حلوان ومصر كلها بعد ما حدث فى المكسيك وأفريقيا، وأحال الدكتور سرور الأمر للجنة الصحة لمناقشته.
الأحد نوفمبر 29, 2009 7:04 am
