ظهرت شخصية "بوباي" الكارتونية في عام 1929، تبنى إيلزي سيغار، مخترع تلك الشخصية، سيناريو تناول "بوباي" لمحتويات علبة من السبانخ ضمن مشاهد حل المشاكل التي تواجها تلك الشخصية الكارتونية في صراعاتها مع الأشرار.
وأظهرت تلك الأفلام أن البحار، الهزيل والضعيف، يتحول إلى فتى مكتنز بالعضلات البارزة، بمجرد التهامه للسبانخ.
ومن ثم ترسخ في أذهان كثير من الناس، وخاصة الأطفال منهم، أن تناول السبانخ يُعطي قوة حديدية، بل إن السبانخ هو أفضل ما يُمكن اللجوء إلى تناوله للحصول على الحديد.
والإشكالية ليتها اقتصرت على عامة الناس، لكنها انتشرت بين الأطباء، وحتى اليوم نجد منْ ينصح مرضى فقر الدم، بالحصول على الحديد عبر تناول السبانخ.
وبعد ظهور شخصية "بوباي" الكارتونية بحوالي ثماني سنوات، بدأ العلماء، والألمان منهم على وجه الخصوص، مراجعة الموضوع للتأكد من مدى حقيقته.
وفي عام 1937 صدرت نتائج علمية لهم مفادها أن الأمر ليس صحيحاً من جهة كمية ما تحتويه أوراق السبانخ من الحديد. وقالوا إن الكمية هي حوالي 10% فقط من الذي كان يُعتقد.
إلا أن الشخصية الكارتونية استمرت في نشر تلك الفكرة الخاطئة لعشرات السنين بعد ذلك، ولم يستطع العلماء مقارعة الفكرة تلك بالرغم من أن الحجة والبرهان والدليل والدامغ بأيديهم! ثم في منتصف التسعينيات الماضية، أضافت البحوث الطبية، في مضمار علاقة حديد الغذاء بقدرات الأمعاء على امتصاصه، معلومة أخرى مهمة جداً.