روفيدة مشرف
عدد الرسائل : 230 العمر : 33 جنسيتك : السعودية أعلام الدول : أحترام القونين : تاريخ التسجيل : 28/06/2010
| موضوع: من روائع الآيات الإثنين أغسطس 16, 2010 1:11 am | |
| يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كُتِبَ عَلَى الذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ . أَيَّاماً مَعْدُودَات .... } : البقرة - 183- 184
إن القرآن الكريم يود التعبير عن الكم النسبي لهذه الأيام, أي مجمل هذه الأيام إلى أيام السنة, فهذه الأيام وإن كانت تصل إلى الثلاثين يوما, إلا أنها قليلة إذا قارناها بعدد أيام السنة, وإلى ذلك ذهب العلامة صاحب الميزان حيث قال : " ... على أن هذا العمل الذي فيه رجاء التقوى لكم ولمن كان قبلكم لا يستوعب جميع أوقاتكم ولا أكثرها, بل إنما هو في أيام قلائل معينة معدودة ... انتهى " (1)
وكذلك العلامة ناصر مكارم الشيرازي : " أياما معدودات", فالفريضة لا تحتل إلا مساحة صغيرة من أيام السنة. " (2)
وإن المتأمل في هذه الآية الشريفة يلمس جمال وروعة الأسلوب الخطابي القرآني, الذي يهدف في مجمله إلى تهيئة النفوس لتقبل فريضة الصوم وعدم استثقال أدائه, ونجد ذلك فيما يلي :
أولا :
ابتدأ القرآن خطابه بـ " يا أيها الذين آمنوا " , أي يا أيها المصدقون, وفي هذا النوع من الخطاب تهدئة للأنفس, وبعث للاطمئنان فيها.
ثانيا :
المقطع القرآني " ... كما كتب على الذين من قبلكم ... " أي أن هذا الحكم التكليفي ليس مقصورا عليكم, وإنما فرض على من تقدمكم من الأمم, وفي هذا تخفيف من الشعور بثقل الفريضة.
ثالثا :
في المقطع القرآني " لعلكم تتقون " بيان لثمرة أداء هذا العمل وأثارها التربوية, والذي يتمثل في الحصول على التقوى التي هي بغية المؤمن, وفي هذا دفع للمؤمنين على القيام بهذه الفريضة بكل حب وارتياح.
رابعا :
في المقطع القرآني " أياما معدودات "
إن ذكر " أياما" نكرة ووصفها بالعددية يدل على تحقيرها وتقليها تخفيفا من مشقة التكليف, وهذا المقطع القرآني منسجم مع ما تقدم ذكره , وسيكون أكثر انسجاما مع روح النص من ذكر " ثلاثين يوما" على سيل المثال.
---
هوامش :
(1) – الميزان في تفسير القرآن للعلامة الطباطبائي – المجلد الثاني. (2) – الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل , للعلامة ناصر مكارم الشيرازي, المجلد الأول | |
|