شرح حديث : الصوم جنة ، ودفاع عن أبى هريرة رضى الله عنه
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وصحبه ومن تبع هداه وسار على نهجه واستن بسنته واقتفى أثره إلى يوم الدين وعلى رسل الله أجمعين .. ثم أما بعد ؛
روى الإمام البخاري رحمه الله تعالى عن أبى هريرة رضى الله تعالى عنه وأرضاه أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال : "الصيام جنة ، فلا يرفث ولا يجهل وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل : إنى صائم – مرتين – والذى نفسى بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله تعالى من ريح المسك ، يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلى . الصيام لى وأنا أجزى به ، والحسنة بعشر أمثالها" .
راوى هذا الحديث هو الصحابي الجليل أبو هريرة رضى الله تعالى عنه وأرضاه ، وأبو هريرة رضى الله عنه أحد الرواة السبعة الذين زادت عدد مروياتهم عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على الألُف ، كما قال الشاعر :
سبع من الصحب فوق الألف قد نقلوا من الحديث عن المختار خير مضر
أبو هريــرة سعد جابر أنـــس صديقة وابن عبـاس كذا ابن عمر
أسم أبو هريرة رضى الله عنه على يد الطفيل بن عمرو الدوسي رضى الله عنه ، وقدم مهاجرًا من اليمن إلى المدينة فى المحرم سنة سبع من الهجرة زمن فتح خيبر ، وشهد هذه الغزوة مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ولازم أبو هريرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يدور معه فى بيوت نسائه يخدمه ، ويصلى خلفه ، ويحج ، ويغزو معه ، وفى هذه الفترة كلها أربع سنوات يسمع أبو هريرة ويحفظ عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أقواله وأفعاله ، ثم أخذ أبو هريرة رضى الله تعالى عنه وأرضاه يروى لنا ما سمعه من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وما رآه من أفعاله 5374 حديثًا بالمكرر ، وبغير المكرر 1336 الكثير منها لا يبلغ السطرين أو الثلاثة . وهذا القدر يستطيع طالب عادي أن يحفظه فى أقل من عام ، فما بالك بمن كان يحفظه مباشرة من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟
نقول هذا لأن ناسًا يفترون على أبى هريرة رضى الله عنه وأرضاه : يقولوان : كيف حفظ أبو هريرة رضى الله عنه كل هذه الأحاديث فى هذه الفترة القصيرة ؛ الأربعة سنوات ، بينما غيره من المهاجرين والأنصار الذين أسلموا قبله بسنين لم يرووا كل هذه الأحاديث ؟
وقد رد أبو هريرة نفسه رضى الله عنه على أولئك بقوله – كما فى الصحيحين - : "يقولون إن أبا هريرة قد أكثر ، والله الموعد . ويقولون ما بال المهاجرين والأنصار لا يتحدثون مثل أحاديثه ؟ وسأخبركم عن ذلك : إن إخوانى من الأنصار كان يشغلهم عمل أراضيهم ، وإن إخوانى من المهاجرين كان يشغلهم الصفق بالأسواق . وكنت ألزم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على ملء بطنى ، فأشهد إذا غابوا ، وأحفظ إذا نسوا ، ولقد قال رسول الله صلى الله عيه وسلم يومًا : "أيكم يبسط ثوبه فيأخذ من حديثى هذا ، ثم يجمعه إلى صدره ، فإنه لن ينسى شيئًا سمعه" فبسطت بردة عليَّ حتى فرغ من حديثه ، ثم جمعتها إلى صدرى فما نسيت بعد ذلك اليوم شيئًا حدثنى به ، ولولا آيتين أنزلهما الله فى كتابه ما حدثت شيئًا أبدًا : إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس فى الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون . إلا اللذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيمأخرجه البخاري ك العلم ب حفظ العلم ومسلم ك فضائل الصحابة ب من أبى هريرة.
ومما يدل على صدق أبى هريرة رضى الله تعالى عنه فى دعواه ملازمة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : شهادة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وشهادة الصحابة بحرصه على سماع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم :
· أما شهادة رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم له بذلك ، فقد سأل أبو هريرة ذات يوم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم – كما روى ذلك البخاري فى صحيحه – قال يا رسول الله ، من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" لقد ظننت يا أبا هريرة أن لا يسألنى عن هذا الحديث أحد أول منك ، لما رأيت من حرصك على الحديث ، أسعد الناس بشفاعتى يوم القيامة من قال : لا إله إلا الله ، خالصًا من قلبه أو نفسه" .
· أما شهادة الصحابة رضوان الله عليهم بحفظ أبى هريرة لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقد روى الحاكم فى المستدرك ، وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه ، ووافقه الذهبي ، عن ابن عمر رضى الله عنهما أنه مر بأبى هريرة رضى الله عنه ، وهو يحدث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم : "من تبع جنازة فله قيراط ، فإن شهد دفنها فله قيراطان أعظم من أحد" . فقال ابن عمر : يا أبا هريرة انظر ما تحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقام إليه أبو هريرة حتى انطلق إلى عائشة رضى الله عنها ، فقال لها : يا أم المؤمنين أنشدك الله أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : منتبع جنازة فصلى عليها فله قيراط ، وإن شهد دفنها فله قيراطان؟" فقالت : اللهم نعم ، فقال أبو هريرة رضى الله عنه وأرضاه : إنه لم يكن يشغلنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عرس ، ولا صفق بالأسواق ، إنما كنت أطلب من رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمة يعلمنيها أو أكلة يطعمنيها . فقال ابن عمر رضى الله عنهما : يا أبا هريرة كنت ألزما لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأعلمنا بحديثه .
وكان ابن عمر رضى الله عنهما يترحم عليه فى جنازته ويقول : كان يحفظ على المسلمين حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وعن حذيفة بن اليمان رضى الله تعالى عنه وأرضاه قال : قال رجل لابن عمر رضى الله عنهما : إن أبا هريرة يكثر الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال ابن عمر : أعيذك بالله أن تكون فى شك مما يجىء به أبو هريرة ، ولكنه اجترأ وجبنا .
أى اجترأ على سؤال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والتعلم منه ، فى حين كان الصحابة يهابون سؤال النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم .
وعن مالك بن أبى عامر قال : كنت عند طلحة بن عبيد الله ، فدخل عليه رجل فقال : يا أبا محمد ، والله ما ندرى هذا اليماني أعلم برسول الله صلى الله عليه وسلم أم أنتم ؟ تقول على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يقل – يعنى أبا هريرة رضى الله عنه - . فقال طلحة : والله ما نشك أنه سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم نسمع ، وعلم ما لم نعلم ، وإن كنا قومًا أغنياء لنا بيوت وأهلون ، كنا نأتى نبي الله صلى الله عليه وسلم طرفى النهار ، ثم نرجع ، وكان أبو هريرة رضى الله عنه مسكينًا لا مال له ، ولا أهل ، ولا ولد ، وإنما كانت يده مع يد النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان يدور معه حيثما دار ، ولا نشك أنه قد علم ما لم نعلم وسمع ما لم نسمع ، ولم يتهمه أحد منا أنه تقول على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما لم يقل .
فهذه شهادة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم له ، وهذه شهادة الصحاب رضوان الله تعلى عليهم له ، فكيف بعد ذلك يستسيغ شيعي رافضي أو عالماني اتهام أبى هريرة رضى الله تعالى عنه بأنه تقول على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما لم يقل .
وكيف يتقول عليه وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من كذب علي متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار" فكيف يدخل تحت هذا الوعيد العام بالنار ، وقد عا له النبي صلى الله عليه وسلم فقال : اللهم حبب عبيدك هذا وأمه إلى عبادك المؤمنين وحبب إليهم الإيمان" رواه مسلم ؟ فكيف يجتمع فى إنسان حب الإيمان ، وحب المؤمنين له وتلقيهم الحديث منه وهو كاذب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم متوعد بالنار ؟ بالطبع لا يجتمع الضدان ، فهذان ضدان : ظن الخيانة ، وثبوت العدالة بنص من النبي صلى الله عليه وسلم . بالطبع يقبل النص ويطرح الظن . وإذا كان الظن لا يغنى من الحق شيئًا ، فما بالنا إذا عارضه الحق بنص ثابت ؟ فوجب طرح الأمر المظنون ، وتلقى الخبر الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم الذى لا يقبل الشك .
وبهذا تم الرد بفضل الله تعالى ومنه وكرمه على هؤلاء المرجفين الذين يتهمون أبا هريرة رضى الله تعالى عنه وأرضاه بأنه تقول على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يقل ، وتبين أن أبا هريرة هو الصادق فى قوله ونقله .
شرح الحديث
"الصيام جنة" أى : وقاية . تقيه من النار ، ومن أسباب دخولها .
لماذا الصوم جنة ؟ لأن حقيقة الصوم هى الامتناع عن الطعام والشراب والشهوة من طلوع الفجر إلى غروب الشمس ، مع النية .
"فلا يرفث" : الرفث يطلق على الكلام الفاحش ، ويطلق على الجماع .
"ولا يجهل" : أى لا يفعل شيئًا من أفعال أهل الجهل كالصياح والسفه ونحو ذلك .
الرفث : الكلام الفاحش ؛ يدخل فيه الكذب والغيبة والنميمة والبهتان ، وقول الزور وشهادة الزور .
الجهل : ومن أفعال أهل الجهل : الغش ، والغلول ، وأكل أموال الناس بالباطل ، والرشوة ، والصياح ، والسفه ، والقمار الذى يكثر فى رمضان على الفضائيات فى برامج المسابقات القمارية كبرنامج من سيربح المليون ، الذى قرأت فتوى بتحريمه فى أحد جرائد المعارضة المصرية – أظنها الوفد – من سنوات ، نقلوها عن لجنة الفتوى بالأزهر ، وحاليًا يوجد برنامج اسمه السندباد على بعض القنوات الفضائية ، وهذا البرنامج هو آخر ما وصل إلى علمى من برامج القمار الكثيرة ، والله المستعان ، ومشاهدة الأفلام والمسلسلات والاستماع إلى الأغانى .
"وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل : إنى صائم – مرتين –" :
أى أنى لست عاجزًا عن أن أقابلك بما سببتنى ولكنى صائم ، يمنعنى صومى من الرد عليك ، وعلى هذا فيقوله جهرًا .
هل يقول ذلك فى نفسه ، أم يقولها للذى يقاتله أو يشاتمه ؟ اختلف أهل العلم فى ذلك ؛ فمنهم من قال : إن كان فى رمضان يقولها بلسانه ، وإن كان فى غير رمضان يقولها فى نفسه ، ومنهم من قال : إذا كان لا يأمن على نفسه الفتنة ، أى أنه إن قالها بلسانه كان ذلك تسميعًا منه وتكبرًا منه وتفاخرًا على الناس بصومه ، فليقلها فى نفسه ، وإن لم يكن شىء من ذلك فليقلها بلسانه .
والمختار ، والله تعالى أعلم ، أن يقولها بلسانه فى رمضان وفى غيره ؛ لأن قولها قد يردع الذى يقاتله أو يشاتمه .
"والذى نفسى بيده" قسم ، قل من يقسم به فى زماننا هذا ، فهلا أقسمنا به .
"لخُلوف" بضم الخاء . بعض الناس ينطقها خطأً بفتح الخاء ، والصواب الضم .
والمراد بالخُلوف : تغير رائحة فم الصائم بسبب الصيام.
"فم الصائم"
"أطيب عند الله تعالى من ريح المسك" : لماذا هى أطيب عند الله تعالى من ريح المسك ؟ السبب فى نفس الحديث : "يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلى" .
وأنا أريد أن أخرج من هذا الحديث على شىء مهم جدًا :
انتبه : الصائم لما ترك طعامه وشرابه وشهوته من أجل الله تعالى ، وحصل له ضرر من ذلك ، وهو أن صارت رائحة فمه كريهة ، كانت هذه الرائحة أطيب عند الله تعالى من ريح المسك، لماذا ؟ لأنه فعل هذه الطاعة من أجل الله عز وجل .
فأقول : يا من تترك إعفاء اللحية ، وهى واجبة لحديث النبي صلى الله عليه وسلم : "أعفوا اللحى" تتركها خشية أن يقول الناس عنك إرهابي ، إعلم أنهم إن قالوها فذلك بأجره عند الله عز وجل ، يضاعف لك الأجر ، يا من تترك إعفاءها خوفًا من ضرر يلحق بك ، أو خوفًا من أن لا تجد عملاً ، أو خوفًا من ضياع مال يقبض من العمل . اعلم أن كل ذلك إن حدث منه شىء فإنه بأجره عند الله تبارك وتعالى . كذلك التى تترك النقاب ، إن قيل عنك شىء أو تضررت من لبسه ، فاعلمى أن ذلك بأجره عند الله عز وجل ، والله تبارك وتعالى لن يتركم أعمالكم .
ويا من ترى السارق يسرق صاحب العمل ، ولا تدل عليه خشية أن يؤذيك ، ويا من ترى المرتشى يرتشى ولا تدل عليه خشية أن يؤذيك ، إن آذاك فكل بأجره ، يا من يبيع السجائر مع أنها محرمة وثمنها حرام حرصًا على جمع المال ، اعلم أن تركك ذلك لله عز وجل لك فيه الأجر والثواب .
"الصيام لى وأنا أجزى به" :
أضرب لك مثلاً حتى أقرب لك فهم هذه الجملة : إذا قال لك أحد الملوك اعمل لى كذا وكلفك بعمل ، وقال لك : وأجرك عندى . لا شك أن هذا الأجر يناسب قدر هذا الملك ، بخلاف ما إذا قال لك موظف راتبه مائة دولار فى الشهر أجرك عندى ، فهذا أجره يناسبه . فما بالك إذا قال لك الملك جل وعلا : صُمْ لى وأجرك عندى ؟ جزاء لا يقدر قدره إلا الله عز وجل .
"والحسنة بعشر أمثالها" :
فالصيام شىء ، وباقى الأعمال شىء آخر ، الصيام لا يعرفُ ولا يَقْدِرُ قَدْرَ ثوابه إلا الله عز وجل ، وباقى الأعمال الحسنة بعشر أمثالها .
فلا تنس وأنت صائم عن الطعام والشراب والشهوة والرفث والجهل أن تجمع إلى جانب الصيام طاعات أخرى ، فتحصل أجرًا عظيمًا إذا الحسنة بعشر أمثالها ، فأنت تقرأ القرآن ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة ، والحسنة بعشر أمثالها ، لا أقول ألف لام ميم حرف ، ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف" .
وتتصدق والحسنة بعشر أمثالها .
وتصلى الفجر فى جماعة ثم تجلس فى مصلاك تذكر الله تعالى حتى تطلع الشمس ، ثم تصلى ركعتين ، فيكون ذلك بأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة .
وتقول أذكار الصباح والمساء ، والنوم ، والوضوء ، والأكل والشرب ، والاستيقاظ من النوم ، والصلاة .
وتصلى النوافل ، ومن صلى فى اليوم ثنتى عشرة ركعة تطوعًا بنى الله له بيتًا فى الجنة .
الحسنة بعشر أمثالها ، فاجمع من الطاعات فى هذا الشهر قدر استطاعتك ، وفرغ نفسك فى هذا الشهر للعبادة فقط . ولا تضيع ثواب عملك هذا كله بالجلوس لمشاهدة الأفلام والمسلسلات ، التى تعرض قبل الإفطار وبعده . وإياكم والمسلسلات التى يزعمون أنها دينية ، فإنها يُبَثُّ فيها من أفكار تخالف الإسلام وتخالف عقيدة الإسلام ، وينسبون فيها إلى الأئمة وأهل العلم أشياء لم يقولوها ولم يفعلوها ، فإياكم وإياها .
· وفى الحديث إرشاد إلى إصلاح ذات البين ، كثيرًا ما تحث الشريعة على إصلاح ذات البين ، ومعالجة الشقاق الذى قد يحدث بين بعض المسلمين ، وتحث دائمًا على الائتلاف ةتنبذ الفرقة والاختلاف .
وقد كان بالأمس القريب ليلة النصف من شعبان ؛ حثنا الشرع على نبذ أى خلاف وشحناء قبلها ؛ فورد فى الحديث : إن الله ليطلع فى ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن" أو كما قال صلى الله عليه وسلم .
ثم بعدما أصلحنا ذات بيننا فى النصف من شعبان ، يأتى شهر رمضان والصيام ، ويحثنا الشرع على عدم إحداث شقاق وخلاف وتنازع بين المسلمين "فلا يرفث ولا يجهل ، وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل إنى صائم – مرتين –"
· فى بعض روايات الحديث : "للصائم فرحتان يفرحهما : إذا أفطر فرح بفطره ، وإذا لقى ربه فرح بصومه" .
الفرحة الأولى : عند فطره ، إذا أفطر فرح بفطره ، فرح بفطره من وجهين :
الأول : أنه أدى فريضة من فرائض الله تعالى ، وأنعم الله عليه بالصوم ، فصام فهذه نعمة ، فكم من إنسان شرع فى الصوم ولم يتمه ، وكم من إنسان فى المقابر يتمنى أن يصوم يومًا واحدًا فلا يكون له ، وهذا قد من الله عليه .
ويفرح فرحًا آخر : وهو أن الله أحل له ما يوافق طبيعته من المآكل والمشارب والمناكح بعد أن كان ممنوعًا منها .
الفرحة الثانية : إذا لقى ربه فرح بصومه لما يراه من ثواب الصوم .
والله أعلم ، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ونبيه محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين . والحمد الله رب العالمين