ماريا ابي انطون حرش
انفلونزا الخنازير لم تصل الى لبنان بعد ولا حتى الى مزارعه، والامر محسوم عند اهل الصحة والزراعة الذين لم يتم حتى الآن تسجيل او الاشتباه باي حالة لديهم.لبنان إن لم تصله العدوى بعد إلاّ ان ذلك لا يعني انه بعيد من دائرة الخطر خصوصا" انه بلد سياحي بامتياز ومفتوح للكل وعلى الكل,ما حدا بوزارة الصحة المعني الاول بالموضوع ومن بعدها "الزراعة " الى تحصين جبهة المواجهة منعا" لاي تسلل لفيروس A(H1N1)، ذلك العدو المجهول الى ارض الوطن وصدور المواطنين.
منظمة الصحة العالمية تؤكد ان لا وقف للاحتياطات والترصّد في لبنان,و"اهل الصحة" فيه يطمئنون الى انهم على أهبة الاستعداد تحسبا" لاي طارىء,فالمستشفيات الخاصة منها والعامة على جهوزية تامة للعمل في مدار الخطة الوطنية للطوارىء ومحورها غرفة العمليات في مستشفى رفيق الحريري الجامعي. الغرفة التي أثبتت فاعليتها في امتحان عدوان تموز يدعمها نظام ترصد الشائعات والترصّد الوبائي الركيزة الاساس للمنطق الوقائي. وبحسب هؤلاء فان لبنان "اكثر من جاهز للتصدي "لكن في الوقت عينه على المواطنين العمل ضمن منظومة"عدم الهلع وعدم الاستهتار" لحماية انفسهم وعائلاتهم,من خلال الاحتراز والتسلح بالوعي ومراجعة الطبيب في حال الاحساس باي اعراض غير عادية.
في موازاة ذلك يبدي "أهل الزراعة" حرصهم على احتواء الفيروس,وإن كانوا يؤكدون غيابه عن مزارع الخنازيرالموجودة في لبنان. حرص تجلى في تكثيف الامن الحيوي في المزارع وتوعية المربين وتزويدهم بالمعلومات الضرورية للوقاية,مسبوقا" بقرار وزاري قضى بمنع استيراد الخنازير الحيّة ومنتجاتها من جميع الدول باستثناء اللحوم المعلبة والمصنعة المعالجة حراريا".
اليوم ما زالت مختبرات العالم مشغولة ب"تشريح" فيروس انفلونزا الخنازير للتعرّف عليه وعلى كيفية محاربته باللقاح المناسب.المعركة تبدو حامية لان العدو ما زال مقنعا" او مجهولا" بحيث وصل عدد ضحاياه حتى صباح امس الى اكثر من 5251 وهو رقم قابل للارتفاع في كل لحظة. لبنان مثله مثل دول كثيرة يحاول التصدي له بما يملك من أسلحة.أسلحة علاجية ووقائية ارضية,لم تتعدّاها الى الجو والفيروسات الهابطة منه ربما يحتضنها وافدون الى لبنان عبر مطار رفيق الحريري الدولي,حيث تبقى الاجراءات شكلية تقتصر على التعليمات وكتيبات التوعية دون الفحوص الطبية اللازمة.
خلاصة القول يبقى على المواطن وعملا" بمقياس "عدم الهلع وعدم الاستهتار" أن يحصّن نفسه بنفسه من خطر وإن كان غير موجود في داخل الوطن حتى الساعة,فهو بات قريبا" منه يترصّد له من وراء "الخط الازرق" حيث سجّلت في الأراضي الفلسطينية حتى اليوم 7 اصابات بانفلونزا الخنازير. الصحة سارعت بعيد تسجيل هذه الاصابات الى اتخاذ الاجراءات الشكلية هذه,فيما أغفلت العملية منها من فحوص والتزام بوضع كمامات وغيرها ريثما يتم تسجيل الإصابة الأولى والتحقّق منها,او الى ايام الخريف المقبل الموسم الملائم في بلادنا لنمو فيروسات الانفلونزا!!
دقّت منظمة الصحة العالمية ناقوس الخطر برفعها درجة الطوارئ الى خمسة بالنسبة لوباء إنفلونزا الخنازير المعروف بفيروس) بينما يتسلّل هذا الفيروس ببطؤ الى أميركا الجنوبية واوروبا واسرائيل. وقد صرّحت الأخيرة عن اصابتين جديدتين ليصبح مجموعها 6 اصابات. وفقاً لاحصائيات المنظمة سجل نحو 5251 اصابة و61 حالة وفاة في 30 دولة .هذا وحذرت المنظمة من الاسترخاء وتخفيف الاجراءات الوقائية في البلدان لأن المرض ليس معروفاً بعد وربما تحوّل الى جائحة كبيرة ممكن ان تصيب ثلث العالم. أما في لبنان، فقد أكّدت المنظمة ان لا وقف للإحتياطات والترصّد دائم والتوعية مستمرة ولا حظر على السفر لأن فترة الاحتواء فات اوانها. ولبنان أكثر من جاهز للتصدي لهذا الوباء لأنه يتحضّر منذ خمس سنوات لحالات الطوارئ بواسطة وزارة الصحة التي أخذت على عاتقها رسم خطة وطنية لتنفيذها وقت الطوارئ.
يشرح تقرير منظمة الصحة العالمية ان مرض انفلونزا الخنازير هو مرض تنفسي حاد وشديد الاعداء يصيب الخنازير ويسبّبه واحد أو أكثر من فيروسات إنفلونزا الخنازير من النمط A. ويتسم هذا المرض بمعدلات مراضة عالية ومعدلات إماتة منخفضة (1%ـ4%). وينتشر بين الخنازير عن طريق الرذاذ والمخالطة المباشرة وغير المباشرة والخنازير الحاملة للمرض العديمة الأعراض خصوصا" في موسمي الخريف والشتاء في المناطق المعتدلة المناخ لذلك تعمد بعض البلدان الى تلقيح أسراب الخنازير ضد هذا المرض بشكل روتيني.
وتنتمي فيروسات إنفلونزا الخنازير الى النمط الفرعي H1N1 الذي ينتشر بين الخنازير منذ العام 1930 وهناك أنماطاً فيروسية فرعية تدور أيضاً بين الخنازير مثل H1N2 و H3N1 وH3N2 . ويمكن أن يُصاب الخنازير كذلك بفيروسات إنفلونزا الطيور وفيروسات الإنفلونزا البشرية الموسمية.كما يُعتبر هذا الفيروس اليوم نمط فرعي لل A(H1N1) لم يسبق ان اكتشف عند الخنازير او عند البشر. انه سلالة جديدة من مزيج جيني لأجزاء من اربعة فيروسات مختلفة: بعضها من فيروسات خنازير من شمال اميركا وبعضها من فيروس انفلوانزا الطيور من شمال اميركا وواحد من انفلونزا البشر واثنين من فيروسات انفلونزا الخنازير الأوراسية (Eurasian) . هذا الاختلاط يمكن ان يؤدي الى تخطي الخنازير ليصيب البشر.
وبحسب التقرير تتشابه الأعراض السريرية لهذه الانفلونزا والانفلونزا الموسمية مع فارق بسيط من ارتفاع سريع للحرارة(6ـ8 ساعات) وأوجاع في العضلات والبلعوم والسعال الناشف واحتمال لعيان نفس واستفراغ خصوصا" عند الأطفال. وتتفاوت الحالات من معتدلة او عديمة الاعراض الى التهاب رئوي وخيم قد يؤدي الى الوفاة.ويحذّر التقرير من امكانية "احداث الفيروس جائحة لا يمكن تحديد آثارها التي تعتمد على فوعة الفيروس ومستوى المناعة الموجودة لدى الناس والحماية الشاملة." كما يوضح التقرير ان المرض لا ينتقل الى البشر بعد تناولهم لحوم خنازير أو مشتقاتها اذا تم إعدادها بطرق سليمة وطهيها على70 درجة التي لا يستطيع تحملها الفيروس. والفيروس ينتقل بالهواء ويعدي من انسان الى انسان اذا لم يغطّ المصاب فمه وأنفه بمحرمة عند العطس ويغسل اليدين دوماً.
["اليقظة الدائمة هي الأهم"
يؤكد ممثل منظمة الصحة العالمية في لبنان الدكتور حسين أبي زيد "ان فيروس A(H1N1) غير معروف المصدر وهو جديد وقيد الدرس حتى الآن. المعروف انه مرّ على الخنازير والطيور والانسان لأنه يتكوّن من مجموعة جينات من كلّ من فيروس انفلونزا الخنازير وفيروس انفلونزا الطيور وفيروس انفلونزا الانسان. انما كيفية انتقاله لأول مرة لا تزال مجهولة وليس هناك حالات موثّقة عن الانتقال من الخنازير الى الانسان.لهذا تمّ التراجع عن تسمية "انفلونزا الخنازير" واعتمدوا تسمية فيروسA(H1N1)". ويشدّد "على ضرورة أخذ الامور على محمل الجدّ بدون هلع اذ ان الدولة حضرت خطة طوارئ لاتباعها. وبالنسبة لإيجاد لقاح فذلك يتطلب أقلّه ستة اشهر لأنه عند استنبات الفيروس يستند الى سرعة نموه الى جانب عوامل اخرى طبعا".كما أنه لتطوير اللقاح يجب ان ينتقل الفيروس من انسان الى انسان."وبالنسبة لعدم منع السفر يعتبر " أنه كان قد فات الأوان لإحتواء الفيروس الذي بدأ في المكسيك وظهرت اعراضه في اميركا وكندا.الاحتواء يكون باقفال منطقة معينة يتفشى فيها الفيروس ومتى انتقل الى منطقة اخرى يكون قد فات الأوان. اليقظة الدائمة هي المهمة,والأهم هو الحدّ من انتشاره بدلا" من عرقلة حياة الناس والدول. أما دواء ال TAMIFLU ابدى فعالية ضدّ هذا المرض وان مخزون المنظمة منه يعادل عشرة ملايين جرعة في مرحلة حصر الوباء وقد ارسل بعضها الى المكسيك كدعم. ولكن هذه الكمية قليلة في حال جائحة كبيرة. هذا المخزون مخصص للبلدان النامية والتي ليس لها قدرة على شراء الدواء.
["نحن للوباء بالمرصاد"
زوّدت وزارة الصحة العامة المواطنين بالتعليمات التي يجب العمل بها في حال اعلن عن وجود حالة اصابة وعمدت الى تجهيز المستشفيات الخاصة والعامة والعاملين فيها لمواجهة الوباء, ولعل نظام ترصد الشائعات خير دليل لفعّالية الترصّد الوبائي الموزّعة مراكزه في كل المحافظات.هذا وساعدت المنظمة سابقاً بتجهيز غرفة عمليات لحالات الطوارئ في مستشفى رفيق الحريري الجامعي في بيروت للتنسيق والادارة بين المرافق الصحية والتي فعّلتها الوزارة الاسبوع الماضي, بالاضافة الى اعتماد المختبر المرجعي للوزارة فيها لأنه مزوّد بكاشف للفيروس(kit) ضف عليه التجهيزات الكاملة والمتطوّرة لتعزيز الاتصالات في حالات الطوارئ مع البلدان الأخرى لمتابعة الوباء بواسطة الاقمار الصناعية المحلية والدولية.
وفي هذا الاطار يشدّد المدير العام لوزارة الصحة العامة الدكتور وليد عمّار على ان "لا للهلع ولا للاستهتار. الاهم هو الوعي عند الناس الذين عليهم معرفة كيفية التصرف والوقاية لفترة محدّدة لحماية أنفسهم". ويشرح ان هذه الوقاية تبدأ بالحفاظ على النظافة الشخصية وغسل اليدين اكثر من مرة في النهار واستعمال المحرمة عند العطس او السعال,وغسل اليدين بعدها وتفادي التجمعات الاجتماعية(سهرات ـ سينما...),واستعمال الكمامات وتفادي زيارات المستشفيات لحماية المرضى وانفسهم".ويتابع عمّار "ان الدراسات لم تكتمل بعد ولا نعرف ماهيّة هذا المرض ولا يوجد لقاح له حتى الآن وانما الدواء موجود والأعراض معروفة وحماية انفسنا واجب. "مطمئنا" "الى ان الوزارة اليوم تطبّق خطة طوارىء تعمل عليها منذ خمس سنوات لتكون حاضرة عندما يقع الوباء والاّ نفشل."
ويشرح "الخطوة الاولى هي بتنشيط الترصّد الوبائي في كل المحافظات وتفعيله لمراقبة الأوبئة في كلّ لبنان، كما يوجد نظام ترصّد الشائعات وهو فاعل جداً لدرجة انه بعد نصف ساعة من الشكّ بحالة مشبوهة في احدى المستشفيات كانت الوزارة على علم واتصلنا مباشرة مع الطبيب المعالج وعملنا معه لمدة ساعة تأكدنا بعدها انها ليست حالة A(H1N1). ثانياً، تمّ تدريب جميع المستشفيات الخاصة والحكومية بمساعدة منظمة الصحة العالمية في لبنان على كيفية التعاطي مع حالات الطوارئ خصوصا" الانفلونزا التي واجهنا منها سابقا" انفلونزا الطيور واليوم لدينا نفس الاستعدادات والعلاج لل A(H1N1). كما ان لكلّ مستشفى خاص وعام خطّة ذاتية للتعاطي مع حالات الطوارئ مثل حماية العاملين والجسم الطبي لديها كي تستطيع معالجة الحالات الوافدة.ثالثاً،لدينا غرفة عمليات مجهّزة لمتابعة الوباء عند انتشاره". ويصرّ عمّار على انه "لدينا القدرة على التشخيص،نفحص ثم نشخّص الحالة المشتبه بها في المختبر المرجعي لهذا الموضوع في مستشفى رفيق الحريري الجامعي ثم نرسل العيّنات الى الخارج لتأكيد التشخيص وهذه الخطة هي أساس مجابهة الوباء."
وعن الاجراءات في مطار بيروت فإن "الجسم الطبي في الحجر الصحي مزوّد بكل المعلومات وهم يعمدون الى توزيع كتيبات عن الفيروس بهدف التوعية وقد بدأ العمل بتوزيع استمارات على المسافرين الآتين من البلدان الموبوءة لتعبئتها لمعرفة البلد الوافدين منه واسماءهم وكيفية الاتصال بهم للإطمئنان عليهم.أما عملية أخذ الحرارة لكلّ مسافر ولو حصلت فهي ليست فاعلة لأنه يمكن ان يكون الشخص حاضنا" للفيروس ولا تظهر الأعراض عليه قبل يوم او يومين من وصوله".ويشدّد عمّار "على ضرورة الاتكال على الوعي الشخصي وليس على وزارة الصحة لقياس حرارة الجسم ,واذا ظهرت الاعراض على الشخص أن يلازم المنزل ويتصل بطبيبه الذي بدوره يُعلم وزارة الصحة اذا كانت الحالة مشبوهة. هذا وقد ارسلت الوزارة تعاميم الى المستشفيات الخاصة والحكومية تلزمها بإجراءات وقائية منها : البدء بحملات التلقيح السنوية للعاملين في المستشفيات ضد الانفلونزا الموسمية في بداية شهر تشرين الأول من كل عام ،وتوفير مستلزمات الحماية الشخصية للعاملين مثل الكفوف والمراويل ودواء Oseltamivir ،وتامين مخزون وافر من الكمامات وغرف عزل وتجهيزها بالمعدات اللازمة واعتماد خطة طوارئ مكتوبة لمواجهة الوباء لتفعّيلها فور الاعلان عن اصابات في لبنان عبر حصر الاستشفاء بالحالات الطارئة والضرورية بدلا" من الحالات الباردة، والحدّ من دخول العامة واتخاذ التدابير المناسبة لفرز الاصابات Triage."
ويؤكّد "انه في حال تراجع الوباء لن يتم وقف الإجراءات,ولكننا قد نخفف حالة الاستنفار. فالترصد الوبائي سيظل يعمل لنستعد له في تشرين مع قدوم موسم الرشح (Grippe) وقد بدأنا اتصالاتنا لنأتي باللقاح الذي قد يجهز لحينها.يجب عدم الاستهتار وأخذ الامور بجدية لأننا لا نعرف ما هو هذا الفيروس فهو الآن أخطر من ال"Grippe" .وسواء بيّنت الدراسات خطره او عدمه يجب حماية انفسنا ومعرفة عوارضه وكيفية علاجه طالما انه موجود".
غرفة العمليات والطوارئ
في الفترة الاخيرة أعيد تفعيل غرفة العمليات في مستشفى رفيق الحريري تحسبا" لحدوث اي طارىء او اصابة بالوباء.وكانت هذه الغرفة التي تم تجهّيزها بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية ووضعت بتصرّف وزارة الصحة العامة, أثبتت فاعليتها في حرب تموز وسهّلت المهمة على القطاع الطبي.
"المستقبل" شاركت في الجولة التي نظمتها وزارة الصحة في هذه الغرفة لمدراء المستشفيات الحكومية وممثلين عنها لاطلاعهم على خطة الطوارئ وطريقة العمل بها. وبحسب المعنيين فقد تم اختيار هذه المستشفى بالذات كون بنيتها التحتية وبنائها مجهزين لتأمين الأمن والاستقرار خلال الحروب والمستشفيات ومحظر مهاجمتها في الاتفاقات الدولية محظّر التهجّم عليها في الحروب.وقد تمّ تدريب موظفي قسم نظم المعلوماتية (IT) في المستشفى لاستعمال البرنامج.هذا ويُمكن الحصول على كل المعلومات المتعلقة بحالة الطوارئ محليا" ودولياُ عن طريق الأقمار الصناعية والانترنيت المحلي والدولي الموصولين على اربع شاشات LCD حجمها اربعون إنش. كما يمكن التكلّم مباشرة من خلال Video conference وعرض اشياء ايضاً من خلالVideo projector بالاضافة الى الهواتف الرقمية المزوّدة بخطوط محلية ودولية. كما تحوي الغرفة ايضا" اربعة اجهزة كمبيوتر محمول وكمبيوتر (Desktop) يحتوي على خريطة صحية (Health Mapper) فيها توزيع المستشفيات والمدارس مع سكانر وطابعة (Printer) ملوّنة ولايزر ونظام صوت متطوّر (Sound system) وUPS يخدم 5 ساعات.
غرفة العمليات هذه لا تُستعمل الاّ وقت الطوارئ للتنسيق بين مختلف المستشفيات ومؤسسات الانقاذ والاسعاف والأمن ونشر المعلومات الصحية للمستشفيات والاعلام والمواطنين والمراكز الصحية والمنظمات غير الحكومية. وهي تتولى ايضا" اعطاء التعليمات حول كيفية التصرّف في الازمات ومعرفة عدد المرضى المصابين الذين دخلوا المستشفيات وعدد الذين يمكن استقبالهم في كل مستشفى. ولدى المستشفى مخزون من الكمامات وأدوية الـ Tamiflu للعاملين فيها كما ان لديها الـ KIT في مختبر الأبحاث لفحص العيّنات وكشف الفيروس.
[إجراءات "الزراعة"
وكما في "الصحة", بادرت وزارة الزراعة الى تدارك الكارثة قبل وقوعها, فأصدر وزير الزراعة الياس سكاف في 27 نيسان الفائت, القرار الرقم 195/1 وقضى بحظر استيراد الخنازير الحية ومنتجاتها من جميع الدول باستثناء اللحوم المعلّبة والمصنعة المعالجة حرارياًُ اعتباراً من تاريخ صدور القرار.
وعلى الرغم من تأكيد مدير الثروة الحيوانية في الوزارة الدكتور نبيه غوش خلو مزارع تربية الخنازير في لبنان كلّياً من أية إصابات, إلاّ ان ذلك لا يعني عدم اتخاذ الوزارة الاجراءات الميدانية اللازمة عبر تشكيل فرق الامن الحيوي المؤلفة من أطباء بيطريين ومتخصصين لاعادة الكشف على المزارع (16 مزرعة ـ 20.000 رأس) وأخذ عينات لفحصها. بالاضافة الى ان هذه الفرق مهمتها ايضاًً توعية الناس وخصوصا" المربين وإرشادهم الى كيفية التعامل مع هذا الوباء اذا حدث بالاضافة الى العمل وفقاً لخطة طوارئ شبيهة بخطة انفلونزا الطيور السابقة.
ويشرح غوش ان فحص العينات يتم في مختبر الفنار الذي لديه القدرة على تحديد الفيروس (A or B) ومزوّد بجهاز (PCR) لهKIT .اما خطة الطوارئ فهي وطنية لا تزال تُكتب اليوم وتبنى على الاجراءات العالمية للصحة الحيوانية التي سوف تُعتمد كي "لا نطير خارج السرب" وهدفها الكشف المبكر والاحتواء السريع لهذا الفيروس الجديد".
وتوضح رئيسة دائرة تربية الدواجن وأحد اعضاء الفريق الفني التابع لمديرية الثروة الحيوانية الذي يعمل على إعداد خطط الطوارئ لاحتواء الأمراض الحيوانية المهندسة الزراعية عبير سيروان, أن نظام الأمن الحيوي (Biosafety) هو نظام يمنع دخول او خروج اي مرض من المزرعة واليها". وتلفت الى "اصرار وزارة الزراعة على تطبيق إجراءاته ومنها: اقفال المزرعة ومنع احتكاك الحيوان الموجود مع اي حيوان غريب، ووضع العلف والماء بالداخل كي لا يأكل او يشرب منها اي حيوان آخر، وعدم اطعام الخنازير بقايا مسالخ الدواجن (تعميم 9/1 تاريخ3/10/2005)، والمحافظة على نظافة المزرعة بقدر الامكان، ووضع معقّم على الباب يستعمله المربي عند دخوله المزرعة او خروجه منها وحصر الدخول الى المزارع بالاشخاص المولجين الاشراف على التربية. وتضيف سيروان "نحن بإنتظار التحقيق الوبائي الذي تقوم به المنظمات الدولية وأية اجراءات توصي بها سوف تقوم بها وزارة الزراعة بما يتناسب والحال في لبنان. من جهة اخرى، تؤكد" انه يصعب فحص الخنازير البرية لأنها تنتشر في الاحراج وشرسة ", منبهة المواطنين الى "عدم صيدها وعدم وضع مأكولات او نفايات أو دجاج بالقرب من بيوتهم لأنها تجذبها. التعرض لها مؤذ وفي حال اصطيادها يجب الاتصال فوراً بوزارة الزراعة لإرسال فريق طبي لأخذ عيّنة من الانف واجراء ما يلزم".